{ رحلة إحساس ~

المحطة الرابعة .. [ مُسكّن ,, ! ] ..

Posted on: فيفري 20, 2011


المحطة الرابعة
.. [ مُسكّن ,, ! ] ..


 

فَراغْ مُوحِش ،، حَالِك ،، قَاتِل ,, التحَفَني ذَاكَ اليوم ~
إِثْر فَاجِعةِ فَقْد نَزَلت عليّ كَالصّاعِقة !


{ كَانَ مَساءً مُختلِفاً عَن كُلّ المَسَاءات
خَالِياً مِن كُل شَيء سِوى الحَنِين ,, جَافاً مِن كُلّ نَهرٍ سِوى الذّكرَى
ومُلتحِفاً ملاءَة الفَقد!


وَمرّتِ الأشهرُ عِجَافاً ,,


أُغطّينِي بِلِحافِي لَيلاً لأشْهقَ بِالدّمع ~
أُصبِحُ شَاحِبةَ الطّلع مَنتفَخِة العَينين ,,
أَسرقُ مِن صِحّتي وقَلبِي كُلّ يَوم
ومَنسُوبُ البُكاءِ يتَضاعَف حَتى خَشِيتُ عَلى عَينيّ العَمَى !


ثلَاثُ سَنَوات بَيْن مَدٍّ وجَزْر ,,
حَتّى بَدَأت رَائِحة ( لَعلّهُ خَير ) تَنْبَعِثُ فِي الأحْدَاث !
وصَوتُ السّكِينةِ يُهدْهِدُ قَلبِي
فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا


{ أَحْداثٌ تَواطَأت خِلالَ ال 3 سَنَوات لَمْ أكُنْ لِأجدَ بَينَها حَلقَة وَصْل ~
تَدبِيرٌ خَفِيٌ لَطِيف يَطِيشُ عَن اسْتِيعابِه العَقْل ,,
وَيكتَمِلُ عِقدُ الصّبر نِعماً تُطوّقني
مَاخُيّل إلَيّ أَن أَعِيشَها بِيَوم .. !

 

رَحَلَ البلَاءُ يَاأحبّة ~
وَخلّف إِثْرهُ جَنّةُ نِعَمْ أتَفيّأ ظِلالَها لِلحْظةِ كِتابَتِي هَذه ,,
– مَاشَاء الله تَبَارك الله لاَقُوة إِلا بِالله –
{ وتَرْتَسِمُ بَسْمة دَمعٍ عَلى وَجنتيّ
( مَاكُنتُ أَعلمُ أنّك تَسُوقُنِي لِهذهِ النّهايةِ بِذاكَ البَلاء .. وإلاّ لَرَضِيتُ مِن حينِها يَاربّ وَصَبرْت ! )


{ وَتطرُقُ قَلبِي تَجَارِبُ الحَياةِ تِلوَ الأُخْرى ~
فَتارةً تَزُورُني حَكَايا لُطفِه السّابِقة فَ أ سْ ت كِ ي ن
وتَارةً يَغلِبُني الجَزعُ والأنِين !
بِالرّغْمِ أنّي كُلّ حِين ,,
أرَى مِن حِكمتِه وَعَجِيبِ تَدبِيرِه جُرعَة حَصَين
لِكُلّ قَادمٍ خَفيٍّ أَو مُبِين !
والخَيرُ مِنهُ قَدْ تَجلّى خَلفَ كُلّ اخْتِبارٍ [ مَهمَا صغُر ]
إلاّ أنّ الفُؤادَ يَحتاجُ مَزِيدَ تَروِيض
وَكَثيراً كَثِيراً مِن يقِين !

 

وأُحدّثُ نَفْسِي كُلّ أَنِين ,,
كَمْ مِن نِعمٍ سَكنتِ إليْها ثُم تَحوّلَت نِقما !
كَمْ مِن بلَاءَاتٍ أَسرفْتِ عَليها أَلماً ثُم ذُهلتِ عَظيمَ نَفْعِها وتَحوُّلِها أَسْبَاباً لْلقُربَى وإرْسَالِ البَدائِل لكِ عَلى إثرها !
ألاَ تَطْمئنّينَ يانَفسُ إِلى سَابِق حِكمتِه ولُطفِه ورحْمتِه ؟!
ألَم تَمُرّي بِأزماتٍ سَابِقة وفَرّجَ اللهُ عَليكِ ؟!
ألَم تنقَلِبي بِنعمةٍ مِن الله وَفضْلٍ لَم يمْسسكِ سُوء ؟!
ألَم تُشاهِدِي مِن عَجَائِب أقْدارِهِ مَاأسكنَكِ الرِّضا ؟!
وأنّ التّعويضَ قَادِم قَادِم ” وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ

 

كَيفَ بَعدَ هَذا كُلّه تُسِيئينَ الظنّ بِه ؟َ! وتُحدّثينَ القَلبَ أنّ الفَرجَ بَعِيد ؟!
تَظنّينَ بِاللهِ غَيرَ الحقّ ظنّ الجَاهِليّة !
ألاَ تَري أنّكِ تُفْتَنِينَ فِي كُلّ عَامٍ مَرّةً أو مَرّتينِ ثُم لاتَتُوبِين ولاتَتذكّرِين ؟!
ألَمْ تَستحِي مِن تِكرارِ تَربِيتِه لَكِ وقِلّة انتفَاعِك بِها ؟!
ألاَ تخجَلِينَ مِن تِرداد مَوّالِ الجَزَعِ ذاته كُلّ حِين ؟!

 

{ لاَتحسَبِي البَلايَا شرّاً لكِ بلْ هي خَير ,,
خَير ,,
مِن حَيثُ لاَتعْلَمِين !
لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً

 


يَانفسُ لاَتكُونِي عَمْيَاء ..
إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا‏


لِيرَى ربّكِ أنّكِ

رَضِيتِ

رَضِيتِ

لِيعلمَ مَافِي قلبِك فَيُنزِل السّكينةَ عَليكِ

ويُثيبَكِ فَتحًا قَرِيبَا !

 

 


 

محطة [ 4 ]

( إن في الابتلاء من العبر وكنوز الحكم ما يشد عضد المؤمن المصاب؛
لأنه يسوق المؤمن لأكمل النهايات التي لم يكن ليعبرها إلا على جسر من الابتلاء،
فظاهره امتحان وباطنه رحمة ونعمة،
وكم لله من نعمة جسيمة ومنة عظيمة تجنى من قطوف الابتلاء!
ففي الحديث ” إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة، فما يبلغها بعمل،
فما يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها ” حسنه الألباني )
جوال المتميزة
الأوسمة: , ,

2 تعليقان to "المحطة الرابعة .. [ مُسكّن ,, ! ] .."

الرضا عن الله طيب الحياة والآخرة يارفيقة ..
فنسأل الله تعالى ان يجعلن ممن رضي عنهم ورضوا عنه .

نسأل الله أن يرزقنا الرضى عنه سبحانه وتعالى وحسن الظن به

أضف تعليق

{ روزنامة الرحلة ~

{ حكمة العام ~

قال ابن جرير الطبري -رحمه الله-: (إِنّي لأعجبُ مَمنْ قرأ القرآن ولم يعلَم تأويلَه، كيف يلتذُّ بقراءته؟!)

{ رفيق السفر ~

انضم مع 31 مشترك